مكتبة الأسكندرية |
تابع فترة جلوس البابا " بنيامين الأول " :
ومازلنا في سرد لوقائع وأحداث فترة جلوس البابا " بنيامين الأول " - البابا رقم (38) في عداد باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .
وكنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند فترة دخول العرب المسلمين لأرض مصر ، تمهيداً لإرساء دعائم حكمهم فيها وفقاً للشريعة الإسلامية .
وبعيداً عن الخوض في تفاصيل الغزو العربي لمصر ، وتداعياته وآثاره على الأمة القبطية والكنيسة بوجهِ عام في مصر ، فنُجمل القول بأن فترة حكم العرب المسلمين المُبكرة ، كانت فترة عصيبة ، شهدت خلالها أمة الأقباط " فترة إنتقالية " هامة في تاريخها ـ وكانت ملزمة - بأن تحاول أن تتأقلم مع الوضع الجديد ، وأن تقوم بتهيأة نفسها - جبراً لا إختياراً - على أن تتعايش مع المجتمعات الغريبة من العرب المسلمين ، الذين إستوطنوا أرضها ، وملأوا ربوعها ، وكان الأمر لايخلو من قيام بعض الرعاع من العرب المسلمين ، من القيام بالإعتداء على ممتلكات الأقباط الخاصة - ناهيك عن التعدي على بعض أملاك الكنيسة القبطية - وكانت كل هذه الأحداث مجتمعة ، بالتزامن مع فترة جلوس البابا " بنيامين الأول " وخدمته الباباوية المباركة التي بدأت منذ عام 623م ، وظلت مستمرة حتى عام 663م .
البابا " بنيامين الأول " يعود إلى الكرسي الباباوي :
بعد فترة ، ظل خلالها البابا " بنيامين الأول " معتكفاً في برية القديس الأنبا مقاريوس ، ثم في برية الصعيد لفترة من الوقت على إثر إقصاءه من كرسيه بعد أن أمر الإمبراطور " هرقل " - إمبراطور الشرق الروماني الخلكيدوني المذهب والعقيدة ، بذلك .
مرة أخرى إلى كرسيه ، وكان ذلك في فترة وصول " عمرو بن العاص " على رأس جيش كبير لغزو مصر وضمها إلى الدولة العربية الإٍسلامية ، وكانت عودة البابا بنيامين الأول في عام 641م ، وفي نفس العام الذي دخل فيه عمرو بن العاص بجيوشه إلى أرض مصر ، وقد إنصاع البابا " بنيامين " إلى الشروط التي وضعها " عمرو بن العاص " من أجل السماح للكنيسة القبطية وللأقباط من المسيحيين بممارسة عقائدهم بحرية ، ولاسيما أن شرط الجزية - كان هو أهم شروطها ـ من أجل منح الكنيسة الحرية ، والأمان.
أهم الأحداث المعاصرة :
1- محاولة سرقة رأس القديس مارمرقس الرسول :
في خلال الفترة المبكرة من إستيلاء العرب المسلمين على مصر ، قامت جماعة من رعاع المسلمين بالهجوم على بعض كنائس الأسكندرية ، والتي من بينها كنيسة الأسكندرية ، وقام أحدهم بالإستيلاء على الصندوق الذي كانت تحفظ بداخله رأس القديس مرقس الرسول ، ظناً من سارقها أن بها كنز من الذهب أو الأموال ، أو الأحجار الكريمة ، فما كان عليه عند صعودة إلى السفينة التي أبحرت به هو وبعض المسلمين إلى الأسكندرية ، أن فوجئ بأن السفينة لا تريد أن تتحرك ، على الرغم من المحاولات البائسة التي باءت بالفشل من أجل تسييرها ، ولكن كان السبب هو عدم رضاء الله على أن تغادر رأس كاروز الديار المصرية أرضها ، فنزل الرجل بالصندوق وقام بتسليمه لجماعة من المؤمنون ، فأعادوه بدول بدورهم إلى كنيسة الأسكندرية مرة أخري.
نياحة البابا "بنيامين الأول " :
بعد فترة طويلة ( 39 سنة و6 أيام ) قضاها البابا بنيامين الأول يرعي كنيسة الله وشعبه في أرض مصر خير رعاية ، قائماً على أمر خدمتها خير قيام ، تنيح بسلام في يوم الثالث من شهر يناير لعام 663م ، وتم دفنه في كنيسة الأسكندرية ببوكاليا.
الأباطرة والولاة المعاصرون :
1- الإمبراطور الرومي البيزنطي [ هرقل ] .
[ الفترة الإنتقالية من الحكم الروماني إلى الحكم العربي الإسلامي ]
1- عمرو بن العاص ( 643م - 646 م - فترة الولاية الأولى ).
أهم الأحداث المعاصرة في عهد حكم " عمرو بن العاص " [ الولاية الأولى ]
1- حرق مكتبة الأسكندرية : " الحريق الأخير والمُدمر " :
لقد تعرضت مكتبة الأسكندرية إلى ثلاث حرائق في تاريخها الطويل - ألا وهي
1- حريق الأسكندرية والمكتبة والسرابيوم في عهد الملكة كليوباترا السابعة ، بسبب قيام " يوليوس قيصر " بإضرام النيران في أحد الأساطيل التابعة للإغريق بالقرب من ميناء أبي قير .
2- حريق الأسكندرية ومكتبتها في عهد الملك " ثيؤدسيوس الأول " [ 291م ] .
وكان حريق لم يؤثر في مكتبة الأسكندرية بشكل كبير ، يعتبر معه وصفه بأنه حريقاً مُدمراً.
3- حريق مكتبة الأسكندرية " فقط " في عهد عمرو بن العاص " :
لما كانت مكتبة الأسكندرية لا تحمل على رفوفها أي ذكر للتعاليم الإسلامية ، أو أية أمور ذات علاقة بالشريعة الإسلامية التي كان قد أقرها محمداً كشريعة وقانون ملزم للجميع ، فقد أمر الخليفة عمر بن الخطاب . عمرو بن العاص ، بأن يقوم بجمع الكتب الخارجة عن نطاق التعليم الإسلامي ، والمخالفة للشريعة الإسلامية ، وإلقاءها في أفران الحمامات التي كانت تستخدم في إشعال النيران بها للتدفئة - ولتسخين المياة - مواداً أخرى كوقود ، فهلك أكثر من نصف المكتبة حرقاً في أفران الحمامات ، وكان ذلك في النصف الأخير من أربعينيات القرن السابع الميلادي .
تابع الولاة العرب المسلمون المعاصرون للبابا "بنيامين الأول " :
2- عبد الله بن سعد بي أبي سرح " 646م - 655م " .
وقد إنتهي حكمه بالقتل.
3- محمد بن أبي حُذيفة " 655م - 656م " عين نفسه والياً من تلقاء نفسه مُغتصباً الحكم .
4- قيس بن سعد بن عبادة " 657م " .
5- الأشتر مالك بن الحارث " 657م " .
6- محمد بن أبي بكر الصديق " 657م - 658م " .
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات