كنيسة الأسكندرية - العصر الحديث والوقت الراهن |
33- البابا " ثاؤدسيوس - Theodosius " :
الجلوس على الكُرسي الباباوي :
جلس قداسة البابا " ثاؤدسيوس " على الكرسي الباباوي خلفاً للمتنيح البابا " تيموثاوس الثالث " ، والذي تنيح في عام 527م ، وذلك بعد إجتيازه كافة الأجراءات التي تتفق وقواعد إنتخاب بابا الإسكندرية ، وبإجماع الأساقفة والإكليروس والشعب على إختياره وكان لجلوس هذا البابا قصة - موجزها أنه بعد تجليس البابا ثؤدسيوس على الكُرسي الباباوي ، ظهر رئيس شمامسة إحدى الكنائس بالأسكندرية ويدعى " داكيانوس " قد تعرض لخداع من بعض الناس ، وقاموا بإغراءه من أجل أن يكون بطريركاً ، فوافق ،
فقاموا بتكريسه بالمخالفة للقوانين المتبعة في الكنيسة لتجليس البابا ، وكان تكريسه أيضاً قد جرى سراً ، في بيت ناواضروس ـ أحد قساوسة الأسكندرية.
وكان البابا : " ثاؤدسيوس " قد علم بهذا الأمر ، وكان السبب في حدوث هذا الأمر ، هو أن تلك الجماعة التي قامت بتجليس رئيس الشمامسة " داكيانوس " على الكرسي الباباوي - لها تعاليم تُخالف الإيمان القويٌم للكنيسة القبطية .
البابا " ثاؤدسيوس " يعقد مجمعاً لحرم مجمع خلقيدون :
في الفترة التي جلس فيها البابا " ثاؤدسيوس " كانت الكنيسة القبطية تتعرض لبعض الحروب من جانب أتباع مجمع خلقيدون الذي يتنافي مع تعاليم الكنيسة القبطية ، مما دفع البابا لعقد مجمعاً في الأسكندرية ، قام من خلاله بتحريم أية قرارات صادرة من مجمع خلقيدون ، والتي كانت مُتأثرة في تعاليمها بتعاليم " نسطور " ، و " أوطاخي " ، وسائر الهراطقة وأصحاب البِدع الآخرين.
وعلى الجانب الآخر ، فقد كانت هناك حرب أخري من جانب البطريرك الغير قانوني " داكيوس " رئيس الشمامسة السالف الذكر ، وكان هناك شخص يُدعى " يوليانوس " وكان صديقاً لوالي الإسكندرية ، فقام بإرسال الهدايا إليه لإستمالته ، وكان الوالي راضياً عنه جداً ، وكان " يوليانوس " هذا يحاول أن يتملق " داكيانوس " - البطريرك الغاصب للكرسي الباباوي ، علماً بأنه لم يجلس عليه فعلياً ، فقام الوالي بنفي " دكيانوس
" إلى مليج ، ووضع " يوليانوس " بدلاً منه على الكُرسي الباباوي بـأمر رسمي صادراً منه ، وقد كانت الإمبراطورية " ثاؤدورة " - بالذهاب إلى الإسكندرية في هذا الوقت تلبية لدعوة الوالي لها ، فطلبت من وجهاء الأسكندرية وبعض من شعبها والإكليروس إرسال تقرير يتضمن قانونية رسامة كل من البطريركين ، فكتبوا التقرير ، ووقع عليه نحو 120 ألف شخص - من بينهم كهمة وأساقفة - وكان " داكيانوس " رئيس الشمامسة السالف الذكر واحداً منهم ، وأقر أمام الجمهور بخطئه حين وافق على فكرة تجليسه على الكرسي الباباوي ، وبذلك ، حوكم " داكيانوس " ، وعاد البابا ثاؤدسيوس إلى كرسية بإحتفال عظيم.
الشخصيات المعاصرة للخدمة :
البطريرك " ساويرس " - أسقف أنطاكية :
كان مارساويرس - أسقف أنطاكية - رجلاً معتدل الفكر ، مستقيم الإيمان ، وكان صديقاً للبابا في الأسكندرية ، وقد كان مُتعاوناً معه في مقاومة البدعة اليوليانية الأوطاخية - والتي أقامها " يوليانوس " السالف الذكر ، بتأييده للفكر الأوطاخي المخالف للتعاليم القويمة ، والمُضلل للعقول والقلوب المؤمنة ، وقد قام يوليانوس الأوطاخي في تلك الفترة بالذهاب إلى رهبان برية الإسقيط من أجل تضليلهم ، وللأسف ، إستطاع أن يؤثر على البعض منهم ، وإقتادهم معه في طريق الإضلال ، ولكن كان البابا " ثاؤدسيوس " يقاومه بكل ما أوتيٌَ من قوة ، يعاونه في مقاومته مارساويرس - أسقف أنطاكية .
الأباطرة المعاصرون :
1- الإمبراطور " يوستينوس " [ 518م - 527م ] - " إنظر تاريخه في الحلقة السابقة "
2- الإمبراطورة " ثاؤدورة " - زوجة الإمبراطور " يوستينوس " [ 527م - 565م ] .
كانت الإمبراطورة " ثاؤدورة " - هي من تولت حُكم القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية ، وكانت قديرة في حكمها ، مستقيمة الإيمان والعقيدة ، فناصرت الكنيسة القبطية ، وكانت سبباً في إرجاع البابا " ثاؤدسيوس " مرة أخرى إلى كرسية الذي إغتصبه " داكيانوس " .
نياحة البابا " ثاؤدسيوس " :
لقد تنيح البابا " ثاؤدسيوس " في يوم 28 من بؤونه لعام 599م .
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات