
لم يفق الشارع الكنسي من أزمات دير القديس مكاريوس الكبير، الشهير بدير أبو مقار للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادي النطرون، والتي بدأت باغتيال أسقف الراحل الأنبا ابيفانيوس، مرورًا بتجريد أحد رهبانه السابقين وهو الأب إشعياء، ووقف قبول رهبنة جدد لمدة عام، حتى اصطدم بحدث آخر يخص أحد رهبان الدير.
الحدث الأخير هو محاولة الراهب فلتاؤوس المقاري الانتحار عن طريق قطع شرايينه، مما اعتبره الأقباط حدثًا جللًا لاسيما وأن الراهب المنتحر على تمام اليقين بأن الكنيسة ترفض الصلاة على المنتحرين معتبرة إياهم ماتوا على خطيئة قتل النفس.
مصادر كنسية ورهبانية كشفت عن بعض كواليس الحادث، مؤكدة أن الرهبان في الساعات الأولى من صباح الأمس سمعوا صوت ارتطام قوي بالأرض، نتيجة إلقاء الراهب نفسه من شرفة قلايته الخاصة على بعد 4 أدوار عن الأرض.
المصادر أوضحت، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الرهبان حاولوا إسعافه داخل الدير أولًا، لاسيما وأن مجمع دير القديس مكاريوس يعتبر من أكبر الأديرة في عدد الرهبان ذوي الخلفيات الطبية "طب- صيدلة- طب أسنان- علاج طبيعي- علوم"، إلا أن الأمر باء بالفشل نظرا للنزيف الغزير من الراهب فلتاؤس، مما دفع الرهبان لنقله إلى مستشفى وادي النطرون، حيث تم محاولات بدائية لإسعاف الحالة، إلا أن الدير تواصل على الفور مع مستشفى الأنجلو أميريكيان بمنطقة الزمالك بالقاهرة.
وأوضحت المصادر أنه تم نقل الراهب في سيارة خاصة إلى المستشفى وصدر التقرير الطبي المبدئي بما يفيد عدم استقرار الحالة نتيجة قطع فى الشرايين، وحروق بالجسم من الدرجة الثالثة، وكسور فى الساقين بسبب ارتطام الراهب بالأرض من مكان مرتفع، وهى أعراض تكشف محاولة انتحار مؤكدة.
المصادر أوضحت أنه تم إبلاغ المقر البابوي هاتفيًا فور وقوع الحدث، وترتب عليه إبلاغ فوري للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي طلب رفع تقارير عن الأمر لحظة بلحظة، مما استدعى بقاء خط الاتصالات مفتوحا بين الرهبان الموجودين بالمستشفى والدير والمقر البابوي حتى توقيت كتابة تلك السطور، كما تواصل الدير مع قسم شرطة وادي النطرون الذي انتقل على الفور إلى محل الواقعة للتحقيق في أسباب انتحار الراهب.
عن حياة الراهب المنتحر، أكدت المصادر أنه كان ضمن الرهبان المحبوبين في الدير ولم يكن له أي مشاغبات نهائيا، لاسيما وأنه راهب حديث العهد نسبيا، ومدة الرهبانية لم توصله إلى أن يكون من شيوخ الدير، كما كان كادرا أدبيا وعلميا له عدة مؤلفات صدرت عن مكتبة الدير، أغلب في مجال التاريخ الكنسي، وعن الصورة المنتشرة التي تجمعه بالراهب المشلوح إشعياء المقاري أكدت المصادر أن العلاقة بين الطرفين لم تكن علاقة صداقة حميمية، لكنها كانت علاقة أخوة كالتي تجمع مجمع الرهبان ببعضه البعض، ومن الطبيعي أن يجتمع الطرفان ليلتقطا عدة صور فوتوغرفاية كبقية الرهبان في الدير.
اقرأ أيضا عااااجل | اول صور للحظه وصول جثمان الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار
المصدر الدستور
ليست هناك تعليقات