الصورة : " مراكب الشمس - والتي أكتشفها عالم الآثار المصري الكبير / كمال الملاخ في عام 1954م في مقبرة يعود تاريخها إلى نحو العام 3200 قبل الميلاد |
التاريخ القبطي عبر العصور : الحلقة الأولى - الأقباط " قبل المسيحية وتأسيس الكنيسة " : عن حديثنا الذي لاينتهي عن تاريخ الأمة القبطية وكنيستها المنتصرة على الدوام ، يجب أن نتذكر بدايةً نبؤة : " إشعياء النبي " قبل ميلاد السيد المسيح بنحو أكثر من سبعمائة عاماً حين قال : { هوذا الرب راكب على سحابة ، وقادم إلى مصر - إش 19 : 1 } ، إن تلك النبؤة ، إن دلت ، فهي تدل على مدى عُمق التاريخ القبطي ، وتأصله ، ورسوخ جذوره في أعماق أرض مصر ، وذلك قبل أن يعرف شعبها المسيحية وقبل دخولها رسمياً على يد مارمرقس الرسول - كاروز الديار المصرية ، ومؤسس الكنيسة المسيحية في نحو العام 68 م . ، وقد إرتبط الحضارتين الفرعونية والقِبطية بعدة سمات مشتركة
منها إيمان المصري القديم بالإله " مثلث الأقانيم " ، والمعروف بإسم " مُثلث أبيدوس " ـ وتتحدث الآثار بما يشهد برسوخ عقيدة تجسد الإله ـ بما يدل ويُثبت أن المصري القديم ، كان قد تكلم بالوحي عن أحداث الميلاد والقيامة ، منذ القدم ، ويمكن توضيح ذلك بصور ة أكثر دقة من خلال النقاط التاليه :
1- من خلال قراءتنا لإسطورة إيزيس وأوزوريس ، والإله " أوزيري " - الذي كان يُمثل العدل لدى المصريين القدماء ، نرى أن القصىة كانت قد بدأت بأن الإله " ست " [ إله الشر ] ، كان قد قام بقتل شقيقه " أوزوريس " ،
فتضرعت زوجته " إيزيس " إلى الإله " أوزيري " ، الذي إستجاب لها ، وأحيا لها زوجها من بين الأموات ، ومن هنا جاء ترتيل وهتاف شعب مصر قديماً قائلين : " إهتفوا عالياً ، كل شعوب أوزيري ، بتسابيح وهتاف عظيم ، مُتهللة مجداً للرب القائم أوزيري " ، ومن هنا جاء تهليل شعب الكنيسة قائلين : " إفتحوا أيها الملوك أبوابكم ، وإرتفعي أيتها الأبواب الدهرية ، ليدخل ملك المجد " .
2 - من واقع الإكتشافات الأثرية التي توصل إليها فريق من باحثي وعلماء الآثار في نهاية القرن التاسع عشر الميلاد في منطقة أهرامات الجيزة ، فقد توصل الفريق إلى إكتشاف عدداً من الحفائر والعبارات المنقوشة على الأهرامات ، والتي يعود تاريخها إلى نحو أكثر من خمسة آلاف عام ( 2600 ق . م تقريباً ) ، وقد إنحصرت تلك النقوش في جُمل وعبارات هيروغليفية تكررت فيها كلمة " بيبي " ، وهذا الإسم هو الخاص بإسم : " كاتب الآلهه " ، وقد كتب هذا الكاتب عبارات كثيرة تحمل في مجملها معني واحد ألا وهو " ما هو مخلوق ، ويخلق ما ليس موجوداً ، فالكلمة يصنع كل الأشياء المحبوبة " ، وتلك الألفاظ في مجمل معناها ، تنطبق وما ورد في الكتاب المقدس عن " إبن الله " ، أو " الطفل المقدس " ، أو " الكلمة العُظمى " ، إذاً ، فالرموز المصرية القديمة ، كانت قد تحدثت بوحي من الله عن أمور التجسد ، والفداء ، وذلك قبل ميلاد السيد المسيح وعصر النبؤات القديمة بآلاف السنين .
3- وعن رسالة " إله المصريين " - الذي تعهد البشر بالحياة المُتجددة ، لكي يضمن لهم الحياة الكريمة ، فيفيض النهر ، لكي يروي أراضيها ، وتستقي أنبتتها ، فمن الأشياء الوطيدة الصِلة بين هذه الرموز ، والتجسد " عقيدة التجسد التي تعتنقها الكنيسة القبطية " ، هو توحد المعنى ، فكذلك أيضاً فعل الرب للبشرية كل ما يضمن لهم الحياة المُتجددة ، وذلك عن طريق إختيار طريق الإيمان الذي يمنح الحياة الجديدة ، في سماء المجد والخلود ، وكذلك فقد سفك دمه الكريم عنا على خشبة الصليب من أجل أن يرفع عنا الهلاك المحتوم والذي صار قصاصاً عاماً على سائر البشر في جميع أنحاء الأرض منذ الخطيئة الأولى ، ومنذ عهد آدم " أول الخلائق " . ،
4 - ومن المُكتشفات الهامة ، والتي يعود تاريخها إلى أقدم الحضارات الإنسانية قياماً على أرض مصر ، فقد عثر علماء الآثار على إسم إله عريق لدى المصريين ، عُرف بأنه " إله العدل " ، وكانت كل الفئات تُبجله وتعطيه الإحترام اللائق به ، وكان يُدعي " الإله أوزيري " ، وقد عرف هذا الإله منذ أقدم العصور بأنه هو الإله الديان ، الذي سيقوم بمحاسبة كل إنسان بحسب أعماله في اليوم الأخير . ـ أخيراً ـ ومن جماع ما تقدم ، نستخلص أن العلاقة بين التاريخ القبطي القديم ، والكنيسة القبطية التي تأسست في عهد حديث عن تلك الحضارة التي يقدر عمرها بآلاف السنين ، من واقع رسوخ الإعتقاد بأن الموت هو " أمراً من الله " ، وذلك لكي تصعد الروح إلى السماء ، ولكي تمثل أمام الله " الديان العادل " ، أمام " كرسي المحاكمة " ، وقد صور المصري القديم " القبطي القديم " هذا الإه
التاريخ القبطي عبر العصور : الحلقة الأولى - الأقباط " قبل المسيحية وتأسيس الكنيسة " : عن حديثنا الذي لاينتهي عن تاريخ الأمة القبطية وكنيستها المنتصرة على الدوام ، يجب أن نتذكر بدايةً نبؤة : " إشعياء النبي " قبل ميلاد السيد المسيح بنحو أكثر من سبعمائة عاماً حين قال : { هوذا الرب راكب على سحابة ، وقادم إلى مصر - إش 19 : 1 } ، إن تلك النبؤة ، إن دلت ، فهي تدل على مدى عُمق التاريخ القبطي ، وتأصله ، ورسوخ جذوره في أعماق أرض مصر ، وذلك قبل أن يعرف شعبها المسيحية وقبل دخولها رسمياً على يد مارمرقس الرسول - كاروز الديار المصرية ، ومؤسس الكنيسة المسيحية في نحو العام 68 م . ، وقد إرتبط الحضارتين الفرعونية والقِبطية بعدة سمات مشتركة
الإله مُمسكاً بميزان العدالة وبجواره إثنان وأربعين قاضياً ، فإن قصة أوزوريس في عبارته التي قالها بعد قيامته عن الموت هي : " أني أقول الصِدق ، ولا أكذب ، لأنني كنت محبوباً من أبي ، مطوُباً من أمي ، مُحسناً في معاملة إخوتي ، شهماً مع إخوتي ، فقد أعطيت الخبز للجائع ، وكسوت العريان ، وأركبت من لا مركب له على معديتي " . كما عرف المصري القديم " القبطي القديم " معني " الخلود في الحياة الأبدية " ، فكان إعتقاد المصري القديم أن الروح البشرية تفارق البشر وتصعد إلى السماء بعد الموت هو أسبق إعتقاد عرف في تاريخ البشرية جمعاء ، وأنه في يوم البعث ، سوف تعود الروح إلى الجسد مرة أخرى ، ومن الإكتشافات الأثرية التي تفيد هذا النحو ، وتؤيد واقعيته ، ما تم إكتشافه من آثار يعود تاريخها إلى نحو عام 3200 ق . م ، وتتمثل في مراكب الشمس ، التي كانت تحمل روح الملك " مينا " - بعد موته - إلى أعالي السماء ، بعد الموت ، وقد أكتشف هذا الإكتشاف العظيم - العالم / كمال الملاخ ، وهي عبارة عن مراكب مصنوعة من الخشب ، وقد عثر عليها في مقبرة من المقابر التي يرجع تاريخها إلى ما قبل عصر الأسرة المصرية الأولى .
الكاتب أشرف صالح
ليست هناك تعليقات