ودعت الكنيسة المصرية، خلال الأسبوع الماضي، "الست وديعة"، وهي واحدة من أشهر فقراء كنائس الإسكندرية، والتي اشتهرت بتواجدها المكثف في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حيث وصلت لدرجة أن البابا الراحل شنودة الثالث كان يعرفها بشكل كبير على مستوى الابوة والبنوة، حيث كانت تعتمد على "البركة" وهو مبلغ مالي تحصل عليه من القادرون ماديًا، في الإطار العطف والإحسان.
عن علاقة "وديعة" بالبابا شنودة الثالث، قال الشماس ماركو متري، وهو أحد خدام كنائس الإسكندرية، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن وديعة كانت تتواجد في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية منذ أن كان طفلًا صغيرًا، مما ترتب عليه وجود علاقة أبوة وبنوة بينها وبين البابا شنودة.
أشار "متري" إلى أن البابا شنودة كان في زيارة إلى الإسكندرية، وقامت "وديعة" بالصراخ ومناداة البطريرك والذي يعتبره أغلب الفقراء "أبوهم الروحي"، إلا أن البابا في أول الأمر لم يكن يسمعها نظرًا للزحام المحيط به، إلا أنه صرخت قائلة "يا بابا شنودة .. أنا وديعة.. انت نسيتني؟؟!!"، مؤكدًا أن الكلمة وقعت على البطريرك الراحل وقعًا قويًا حيث وقف في مكانة حيث نادته والتفت لها، ومد يده في جيبه لإخراج ظرفًا به مبلغ مالي، لإعطائها إياه، حيث حصلت عليه مسرورة ومضت، ومضى البطريرك في طريقه.
كما أكد "متري" أن وديعة وغيرها من اخوة الرب دائمًا ما يلقون كل احترام ومحبة وتقدير من شعب الكنيسة او كهنة الكنيسة المرقسية او غيرها من كنائس الاسكندرية والتي انجبت قديسين مثل القمص الراحل بيشوي كامل، مشيرًا إلى أن كهنة الاسكندرية يعرفون الفقراء باسمهم، ويعاملونهم كأبنائهم، وفي شخصية وديعة نجد مثالا حيث استمرت في تواجده بالكنيسة المرقسية لتلقى العطية والإحسان إلى أيامها الأخيرة على الأرض.
أشار متري إلى أن أباء كنائس الاسكندرية يعملون بشكل تنظيمي لخدمة الفقراء والمعوزين، حيث يزرعون في المسيحيين من الصغر في "مدارس الاحد"، فكرة احترام الفقراء ومحبتهم، مؤكدًا ان مسؤوليات اباء الاسكندرية تقام على أكمل وجه من جهة الفقراء والمساكين طيلة العام ولاسيما في ايام الأعياد والبرد الشديد.
المصدر: الفجر

ليست هناك تعليقات