الواقعة التي زلزلت الرأي العام قصة سحل أب حتى الموت أمام ابنته
استيقظ أشرف عبد الحميد، صباحا كعادته وانتظر طفلته حتى انتهت من ارتداء ملابسها وتوجه بها إلى المدرسة في أول يوم دراسي بالعام الجديد كعادته، خوفا من الزحام الشديد ولصغر سنها، لم يكن على علم أنه سينتهى به الحال جثة أمام أعين طفلته التى اعتبرته أمانها، على يد مدرسها وسط فناء مدرسة روض الفرج الإعدادية بنات بشبرا مصر.
الواقعة زلزلت الرأي العام مع الاعتداء الوحشي للمدرس على الأب، وعدم تدخل أي من زملائه المدرسين لوقف الاعتداء وتحريض مديرة المدرسية للمتهم على الاستمرار في ضرب والد التلميذة، التي شاهدت أنفاس أبيها الأخيرة تخرج أمامها، كأنها داخل معتقل تعذيب وليس دارعلم. زوجة الأب لم تستفق من هول الصدمة،
وتتمنى أن يكون ذلك كابوسا ويدخل عليها زوجها "أشرف" وفي يده ابنته روان كعاتهما يتسامران معها أمام التليفزيون، ووسط نوبات فقدان الوعي حزنا على رحيل زوجها، تستفيق لتسترجع وقع خطواته في البيت. «أم روان» جلست بعينين أرهقتهما الدموع، وقالت بعد إلحاح شديد إن زوجها أشرف عبد الحميد، يعمل صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية كأطقم الصيني وغيرها، وأشارت إلى أن زوجها يحب نجلتهما التي بالصف الثاني الإعدادي حبا كثيرا،
واعتاد أن يأخذها إلى ىالمدرسة في أول يوم بالعام الدراسي، خوفا عليها من الزحام أمام باب المدرسة. وأضافت الزوجة لـ«التحرير» أنه يوم الواقعة شاهد «أشرف» أولياء الأمور والطلبة يتزاحمون أمام المدرسة على أولوية الدخول، فأخذ «روان» واضطر لإيصالها بنفسه إلى داخل فناء المدرسة للاطمئنان عليها، ففوجئ بمدرس الرياضيات "عبد الناصر.ا" المتهم، يطرده خارج المدرسة ويتعدى عليه بالضرب، فسقط زوجها أرضا من شدة تعدي المتهم عليه. وتابعت «أم روان» بعد وصلة نحيب: «أشرف يا عيني اتحرج قوي لما وقع واضرب قدام بنته وزميلاتها وأولياء الأمور، فنهض وسب المدرس، مما أدى لإثارة غضب المتهم وحدوث اشتباكات بينهما، لم يستطع أحد التدخل بينهما لسرعة الموقف».
واستطردت أن زوجها سقط على رصيف فناء المدرسة، وأصيب رأسه بشدة وظل ينزف، وابنته تصرخ وتحاول أن تنقذ والدها، ولكن المتهم لم يرحمه ولم يوقفه مشهد نزيف الأب، وظل يتعدى عليه ويلكمه لكمات شديدة بقدمه، مما أدى لإصابة زوجها بتهتك بالرئة، وبتحويله للمستشفى كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يفحصه الأطباء. واختتمت الأم حديثها الباكي: «منه لله حرمنا منه وأشرف كان طيب ومش عارفة هاربي روان من غيره إزاي،
ده غير الصدمة اللي البنت شافتها ومش هتنساها طول حياتها، ومش عارفة دول مدرسين ولا قتالين قتلة، حسبي الله ونعم الوكيل ومش هاسيب حقه». كانت نيابة الساحل الجزئية، برئاسة المستشار أحمد صلاح، قد أمرت الأربعاء الماضي، بحبس مدرِّس 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامه بواقعة مقتل "أشرف.ع" والد طالبة بمدرسة روض الفرج الإعدادية، إثر مشاجرة بينهما.
وكلفت النيابة المباحث بعمل التحريات اللازمة حول الواقعة، وأمرت بتشريح جثة المجني عليه، وإعداد تقرير الصفة التشريحية للوقوف على أسباب الوفاة وملابساتها. وكشفت التحقيقات الأولية أن مشاجرة نشبت بين والد الطالبة، ومدرِّس يدعى "عبد الناصر.ا"؛ بسبب رفض الأخير دخوله المدرسة الملتحقة بها ابنته بغرض التعرف
على معلميها. وأضافت التحقيقات أن المدرس تعدى بالضرب على والد الطفلة، وطرحه أرضًا، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى. تفاصيل الواقعة تعود إلى تلقي قسم شرطة الساحل إخطارا من المستشفى بوفاة "أشرف.ع"، أثناء إسعافه، وتبين أن مشاجرة نشبت بينه وبين مدرس منعه من دخول المدرسة، تطورت إلى اشتباكات بالأيدي أسفرت عن إصابة المجني عليه التي أودت بحياته.
المصدر التحرير
ليست هناك تعليقات