|
| ارشيفية |
على غرار الحاجة سعدية.. صديق يستغل صاحبه لتهريب طرد مخدرات للسعودية.. يوهمه بأنها كتب.. عقاب «البريء» بالسجن 15 عاما و1500 جلدة.. والد الجاني: ابني نصاب.. وأم صلاح: لدي مكالمة مسجلة تبرئ نجلي (فيديو)
"ياما في الحبس مظاليم".. مثل شائع ولكنه أحيانا ينطبق حقيقة فبعض معدومى الضمير يورطون أبرياء دون ذنب لهم إلا طيبة قلوبهم، وعلى غرار الحاجة سعدية التي أوقعها نصاب في تهمة لاذنب لها فيها بإرساله طرد مخدرات معها بعدما أوهما بعمرة مزيفة، تعرض الشاب صلاح محمد الصفطاوى صاحب الـ 27 عاما ابن مدينة نبروه في الدقهلية، ويعمل حلاقا بالسعودية لأزمة مماثلة.
لقمة العيش
سافر صلاح للعمل بالسعودية منذ 5 سنوات وعاد ليتزوج ومكث شهرين مع عروسه وسافر مرة أخرى للمملكة لكسب لقمة العيش، لم يكن يعرف ما يخبئه القدر، حيث ابتلي بصديق سوء من نفس بلدته، وهو محمد الذي طلب منه استلام طرد بريدي من محافظة جدة السعودية محل سكنه يحوى بعض الكتب الدراسية "سلاح التلميذ" لتوصيلها لشقيقته بالرياض التي تبعد ما يقارب 1000 كيلو متر، عن جدة معللا ذلك بأن إقامة زوج شقيقته منتهية ولا يمكنه التوجه للمطار لاستلام الطرد البريدي.
رسوم التوصيل
وحاول صلاح استلام الطرد لكن ظروف عمله منعته من ذلك ومرت 3 أيام لم يتوجه صلاح لاستلام الطرد وفوجئ بمكالمة من جمرك المطار تطالبه باستلام الطرد فأجابهم بعدم قدرته على ذلك في الوقت الحالى فأخبروه بإمكانية توصيل الطرد البريدي مقابل بعض الرسوم فوافق على الفور.
مخدرات في الكتب
كانت الأمور تسير على نحو آخر فإدارة الجمارك اكتشفت أن الطرد يحوي 2000 قرص من مخدر الكبتاجون، فأبلغت المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمملكة.. تم إرسال الطرد لصلاح بواسطة الجمارك رفقة قوات مكافحة المخدرات السعودية والتي ألقت القبض عليه فروى لهم القصة وطلب منهم الاتصال بصديقه صاحب الطرد ليرسل له من يستلمه ليعلموا أن لا دخل له بالجريمة وأقنعوه أنه مجرد شاهد.
إدانة بريء
وأرسل صديق السوء أحد الأشخاص لاستلام الطرد ورفض استلامه داخل محل صلاح وطلب منه الخروج به للشارع العام ولكن أعين رجال مكافحة المخدارت السعودية كانت ترصد تحركاته وأعدت له الأكمنة لضبطه.
وألقت الشرطة القبض على رسول صديق السوء وتواصلت أسرة صلاح مع صديقه الذي ألقى به إلى التهلكة وأقنعهم بأنه كلف محامى للدفاع عنه وأنه لن يحكم عليه لأنه برئ ووقع على 10 إيصالات أمانة على بياض لضمان ذلك لتأتى الرياح بما لا تشتهي السفن فصدر حكما ضد صلاح بالسجن 15 عاما و1500 جلدة وغرامة 100 ألف ريـال سعودى، أما رسول صديق السوء فحكم عليه بالسجن 3 أشهر إضافية لمحاولته الهرب.
14 شهرا خلف الأسوار
ومكث صلاح 14 شهرا داخل السجون السعودية دون ذنب أو جرم سوى أنه حسن نيته حيث وقع ضحية لمجرم، وتساءل أهل مدينة نبروه عن كيفية خروج الطرد بتلك الحبوب المخدرة وصعوده على متن الطائرة.
زواج مع إيقاف التنفيذ
وتزوج صلاح من عظيمة عبد الهادى البالغة من العمر 20 عاما ومكث معها شهرين وسافر لعمله بالمملكة، تاركا العروس ليلقى مصيره المحتوم.
وتواصلت عظيمة مع زوجها حتى يوم القبض عليه وبعدها أغلق هاتفه وتواصل معها أصدقاؤه وأبلغوها بأن زوجها يؤدى مناسك العمرة ولكنهم لم يستطيعوا الكذب وإخفاء الأمر كثيرا لتنهار الزوجة التي تنتظر عودة زوجها بفارغ الصبر.
مأساة أسرة
سافر صلاح للبحث عن حياة كريمة لأسرته فوالدته كريمة السيد 45 سنة مريضة بالقلب وأجرت جراحة سابقة وتحتاج لمبالغ طائلة للعلاج وشقيقه مصطفى البالغ من العمر 20 عاما والذي لم يكمل تعليمه لمرضه بفيروس بالجهاز العصبى وشقيقه الثانى محمد 20 سنة ويعمل سائق.
وانهارت الأم بدموع مليئة بالحسرة والألم والضعف والإحساس بالوحدة بقولها "ابني بريء حرام"، فنجلها وعائلها محتجز في قضية لا ذنب له فيها، والمتهم الأصلى حر طليق.
وتوجهت الأم لوالد صديق السوء لتستعطفه لجعل ابنه يقر بفعلته فأجابها: "ابني نصاب اشتكيه"، واتخذت الأم من القضية المعروفة إعلاميا "الحاجة سعدية" مثلا وقامت بتسجيل مكالمات للمتهم تثبت براءة نجلها وطالبت كل من يستطيع مساعدتها بدعمها.
المصدر فيتو
ليست هناك تعليقات