
" البابا ديمتريوس الكرٌام " من ثلاث أيقونات أثرية |
(12) - " البابا ديمتريوس - Demetrius " :
( ديمتريوس الكرٌام )
مقدمة :
كانت لجلوس البابا " ديمتريوس " على الكرسي الباباوي المرقسي قصة ، حيث أن البابا " يوليوس " قد ذكر بوحي النبؤة ، بأن من سوف يُخلفه على الكرسي الباباوي المرقسي هو من سيأتيه بعنقود من العنب ، ولما كان ديمتريوس ، قد جاء للبابا يوليانوس بعنقود عنب ليقدمه له أثناء مرضه ، وكان عنقود العنب قد طرح قبل اونه ، فكانت هذه هي إشارة السماء بـأن " ديمتريوس " هو المُختار من قبل الله لكي يجلس على الكرسي المرقسي ,
الجلوس على الكرسي الباباوي :
في يوم الثامن من شهر برمهات لعام 191 م ، تم تجليس " ديمتريوس " على الكُرسي الباباوي المرقسي ، وقد كان رجلاً على جانب كبير من العفة وطهارة القلب ، ورمزاً للفضيلة في جميع أعماله ، وقد شهدت الكنيسة في عهده إودهاارًاً كبيراً في حميع مجالات الخدمة ,
إنجازات وأعمال البابا < ديمتريوس > :
نذكر من أهم أعمال وإنجازات البابا ديمتريوس - مايلي :
1- ضبط الحساب " الأبقطي " :
كان هناك في فترة ما قبل جلوس البابا ديمتريوس على الكرسي المرقسي ، إختلافاً وتفاوتاً في المواعيد التاريخية الخاصة بعيد يوم الفصح ، حيث كان المسيحيين في آسيا الصغري وكبادوكيا وسوريا يعيدون في يوم 14 من شهر نيسان في عيد الصليب ، واليوم 16 من شهر نيسان يحتفلون بعيد القيامة المجيد .
وكان الإنتهاء من تذكار الآلام في اليوم 14 ، وكانوا يقومون بعد ذلك بإتباع نظام قاسي في الصوم ، كما كانوا يحزنون جداً لإعتقادهم بأن هذا اليوم التالي للآلام ، هو تحرير من العبودية وأنه يوم الخلاص ، وكان من الحري بهم أن يفرحون ويتهللون لذلك اليوم ، ولكنهم كانوا يعتبرونه المكمل لفترة آلام الرب ، ولكن بعد ما قام به البابا ديمتريوس من عملية حساب لتواريخ الاعياد وإعادة النظر فيها ، تم التوصل إلى تجديد يوم واجد لكي يُعيد فيه الجميع بمظاهر الفرح والإحتفال بقيامة ربنا يسوع المسيح المحيدة من بين الأموات ، وقد إتفق معه في هذا الإجراء بعض من باباوات آسيا - نذكر منهم البابا " سرابيون " بطريرك إنطاكية سوريا ، والبابا " بوليكراتس " أسقف أزمير، في الوقت الذي قوبل فيه هذه الإجراء برفض البابا " فيكتور " بابا روما وقتئذٍ .
2 - إصدار قرار تحريم أوريجانوس من ممارسة الكهنوت :
كان من مشاهير الشخصيات المعاصرة لفترة جلوس البابا ديمتريوس الكرٌام - أوريجان ، أو أريجانوس العلاٌمة ، وقد كان أوريجانوس في الفترة الأخيرة من خدمته التي وصل فيها إلى منصب كهنوتي رفيع ، بعد أن كان إستاذاً في مدرسة الاسكندرية اللاهوتيه ، قد أطلق جملة من التعليمات المنافية لمعتقدات الكنيسة والتي تتعارض وجوهر إيمانها القويٌم .
ولعل من ضمن هذه التعاليم المنافية للعقائد الإيمانية في الكنيسة الأرثوذكسية والتي أطلقها " أوريجانوس " ما يلي :
1- النفوس خُلقت قبل الأجساد ، ثم حُبست في الأجساد كقصاص لها .
2- نفس السيد المسيح وُجِدَت ، وإتحدت مع الطبيعة الإلهيه قبل التحسد .
3- الإبن " مخلوق " ، و " غريب " من جوهر الآب ,
4- عذاب البشر ليس " هائل " ، بل محدود ، والناس الأشرار سيحلصون فيما بعد فترة من تعذيبهم [ أي أنه لايعترف بالخلود في بحيرة النار ، أو العذاب الأبدي ]
5- الإبن أخذ جسداً بلانفس ، ثم تركه بعد الصلب .
6- أجسادنا بعد القيامة تتحول إلى أجساد غير هيولية.
7- بالإضافة إلى تفسيره الخاطئ لبعض من آيات الكتاب المقدس كمثل الآية المتعلقة بالخصيان في مت 19 : 12 .
وقد تم إصدار قرار المجمع الذي إنعقد في الأسكندرية من أجل النظر في بدعة أوريجانوس برئاسة البابا ديمتريوس بنحريم أوريجانوس من رتبته الكهنوتية .
كما أن أوريجانوس كان قد نال الرسامة الكهنوتية بطريق غير رسمي ومعترف به إعترافاً قانونياً صحيحاً من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية [ رُسم من غير يد أسقفه ] .
الأباطرة المعاصرون للبابا " ديمتريوس " :
عاصر البابا ديمتربوس الأباطرة الرومان التالية أسماؤهم :
1- الإمبراطور " كومودوس " [ 180 م - 192م ] ( إنظر تاريخه كاملاً في الجلقة السابقة .
2- الإمبراطور " ديديوس - جوليانوس " [ 193م - 193م ] : ومن أمره أنه كان رجلاً ثرياً ، إستطاع أن يتشرى كرسي حكم روما بالمزاد ، وكان غير محبوباً من جنود روما ، فلم يتقبلونه إمبراطوراً ، وبايعوا قائدهم آنذاك " سبتيموس ساويرس إمبراطوراً ، وقاموا بتدبير مؤامرة لقتل جوليانوس ، وتم التخلص منه بإغتياله في بعد ان قضى في الحكم 26 سوماً فقط .
3- الإمبراطور " سبتيموس سااويرس " [ 193م - 211م ] :
كان سبتيموس ساويرس معتدلاًٍ في سياسته مع المسيحيين في بداية حكمه ، ثم عاد فإضطهد الكنيسة وشعبها ، وكان هو في واقع الاصل حاد الطباع ، دموى النزعة ، وكان سفاكاً للدماء ، للدرجة التي دفعت بعض الناس وقتئذٍ لأن يعتقدوا أنه " المسيح الدجال " الوارد ذكره في سفر الرؤيا.
ومن شهداء الكنيسة المسيجية - نذكر القديس :" إيريناوس " أسقف ليون ، والذي كان تلميذ القديس بوليكاربوس - أسقف أزمير .
وقد مات الإمبراطور " سبتايموس ساويرس " في عام 211 م .
البدع المعاصرة لفترة جلوس البابا " ديمتريوس " :
4- الإمبراطور " كاراكلا " [ 322م - 217م ] : كان شرسا ، حاد الطباع ، عنيفاً في تصرفاته مع اقرب الناس إليه ، حيث انه قتل أخيه جيتا لكي ينفرد بالحكم في عام 217 م ، كما أنه كانت له تصرفات غير عقلانيه ، منها انه إدعى أنه خليفة الاسكندر الاكبر .
وقد مات قتلاً في حمام قصيره على يد احد الخدم الإمبراطوري .
5- الإمبراطور : " ماكرينوس " [ 217 م - 218م ]ُ : [ من أمره أنه كان قائداُ عسكرياُ للجيوش الرومانية ، وقد بايعه الجنود لإعتلاء العرش ، ولكنه قتل بعد عام واحد فقط من تولبه الحكم .
6- الإمبراطور : " ألجابالوس " [ 218 م - 222م ] وقد كان طفلاً صغيراُ حينما جلس على عرش روما ، وكان حكمه مشمولاًٍ بوصاية أمه جوليا دومنه عليه ، وقد طمع في العرش أحد المقربين من الأسرة المالكة ويدعيى الكسندر سفيروس ، فتمكن من قتل الجابالوس لكي ينفرد بالحكم في عام 222م .
7-- الإمبراطور " ألسكندر سفيروس " [ 222م - 235م ] : هو الإمبراطور الذي تنيح في عهده البابا " ديمتريوس "[ تابع تفاصيل تاريخه كاملة في الحلقة القادمة بمشيئة الرب ] -
1- البدعة الباسيليدية : [ إنظر تفاصيل عن البدعة الباسيليدية في الحلقة السابقة ].
نياحة البابا : " ديمتريوس الكرام " :
لقد تنيج البابا ديمتريوس الكرام في يوم من شهر بابه القبطي من عام 224 م . وفي عهد حكم الإمبراطور " الكسمدر سفيروس [ 222م - 235م ] - أخر من عاصرهم من الأباطرة الرومان [ إمظر تفاصيل أكثر عن تاريخ الإمبراطوركاراكلا في الحلقة القادمة بمشيئة الرب ] ,
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات