
دقلديانوس |
مقدمة :
لقد تميزت الفترة التاريخية من أواخر القرن الثالث الميلادي وختى بدايات القرن الرابع الميلادي
ببداية إنتعاش الحياة الرهبانية في البرية المصرية ، من خلال ظهور بواكير الجيل الأول من مُعمرى البرية من الرهبان الأوائل - مصابيح البرية المصرية .
حيث ظهر القديس الأنبا " بولا " في برية الصحراء الشرقية بالبحر الأحمر ، وكان رجلاً سائحاً ، يسكن مغارة في قلب البرية ، ويأتيه غراباً بالخُبز الإلهي في كل يوم.
وقد ولد القديس الأنبا بولا في عام 228 م ، في مدينة الأسكندرية ـ وبدأ حياة الرهبنة في تاريخ غير معلوم على وجه الدقة ، وظل يسكن المعارات في برية الصحراء الشرقية ، على مدى ثمانون عاماً ، حتى مات في حوالي سنة 343 م ، وقد إكتشف موته ، القديس الأنبا : " أنطونيوس " - أول الرهبان ، ومؤسس الرهبنة في مصر .
(16) - البابا " تاونا - Theonas " :
مقدمة :
بعد نياحة البابا " مكسيموس " في عام 282م ، إجتمع الأساقفة والأكليروس من شعب كنيسة الأسكندرية من أجل إختيار البابا الجديد ، ووقع إختيارهم على رجلاً باراً وتقياً وعفيفاً يدعى : ثاونا .
وقد أورد بعض المؤرخين - ما يفيد - أنه كان هناك بابا قد جلس على الكرسي الباباوي قبل البابا ثاونا ، يُدعى البابا " ببنودة " ، وكان ذلك في عام 274 م ، ولكن لايوجد ما يفيد هذا القول في أي من المراجع التاريخية الأقدم عهداً من تلك ، كمثل كتاب " تاريخ البطاركة " المحطوط بيد الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين والذي يعد تاريخ مخطوطه هذا إلى القرن العاشر الميلادي.
أهم إنجازات وأعمال البابا " ثاونا " :
من أهم أعمال وإنجازات البابا ثاونا إبان فترة خدمته الباباوية نذكر ما يلي :
1 - بناء كنيسة الأسكندرية :
لقد كانت الكنيسة التي أقامها مرقس الرسول في بيت إنيانوس - " حنانيا الإسكافي " قد بدأت في التهدم وأصبحت آيله للتداعي والسقوط بسبب عامل الزمن ، فقام البابا " ثاونا " بجمع مبالغ من أغتباء الأقباط من الشعب ، وبنى كنيسة دعاها بإسم القديسة العذراء مريم " وهي المذكورة في المراجع التاريخية بإسم كنيسة مارمرقس الرسول كمقر باباوي في الأسكندرية " ، فأضبح المسيحيين من الشعب يجتمعون فيها للصلاة ، بعد أن كانوا يلجأون غلى الكهوف التي توجد تحت الأرض لممارسة طقوس صلواتهم هرباً من الإضطهاد الروماني .
الأباطرة المعاصرون :
1- الإمبراطور " كارس " : [ 282 م - 283 م ]
كان " كارس " هو من تولى الحكم خلفاً للإمبراطوران " فلوريانوس " ، و" بروبس " [ 276 م - 282م ] في خلال فترة الإضطربات السياسية التي شهدتها الإمبراطورية الرومانية مع عدد من الممالك التي إنشقت عن الولاء لها ونادت بالعصيان .
وكان للإمبراطور كارس إبنان هما : نيوميريان وكارينس ، فأشركهما في الحكم معه حتى وفاته في عام 283م ,
2- الإمبراطور " كارينس " [ 283م - 285م ] :
كان شريراً ، فلطخ سمعته بالعيوب ، وسلك في المفاسد ، ولكنه كان على الرغم من ذلك ، مُحبباً من جيوش الممالك الغربية للإمبراطورية ، وعلى العكس في الممالك الشرقية ، حيث أنه كانَ مكروهاً ، فنادوا بالعصيان ، وأعلنوا " دقلديانوس " إمبراطوراً على الشرق بدلاً منه .
3- نيوميريانوس : [ 283 م - 284 م ] :
تولى الحكم خلفاً لأخية كارينس ، ولم يستمر حكمه طويلاً ، بل حكم لمدة عاماً واجداً فقط ,
4- الإمبراطور " دقلديانوس " [ 284م - 305م ] :
عُرف هذا الإمبراطور بالحِنكة والخبرات الواسعة في كافة شئون الحكم ـ وكان مُسالماً مع الكنيسة في بداية حكمه للإمبراطورية الشرقية التي إنفرد بحكمها ، وكان يتقاسم معه الجكم الإمبراطور " مكسيميانوس " للإمبراطورية الغربية.
وقد قام جاليريوس ، إبن شقيق دقلديانوس
بإشعال فتيل الإضطهاد ـ بأن قام بإشعال النيران في بلاط دقلديانوس ، ثم ألصق التهمه بالمسيحيين ، وللوقت ، أصدر الإمبراطور منشورة الإضطهادي الأشهر في التاريخ في عام 284 م ، والذي بإعلانه ، شهدت الكنيسة المسيحية أشرس موجه إضطهادية عرفتها في التاريخ ، كما بدأ التقويم القبطي للشهداء منذ ذلك التاريخ .
نياحة البابا " ثاونا " :
تنيح البابا " ثاونا " في يوم 2 طوبة من عام 301 م .
( جاليريزس - أول من أشعل فتيل الإضطهاد بإفتعاله حريق البلاط الملكي للإمبراطور دقلديانوس ، فكان دافعاً لإعلانه منشوره الإضطهادي في عام 284م
والذي شهدت الكنيسة على أثره أعنف وأشرس فترة إضطهتاية في تاريحها حصدت خلالها ما يزيد عن 84000 من أرواج الشهداء الأقياط فقط )
( الإمبراطور " دقلديانوس " [ حكم بالمشاركة مع الإمبراطور مكسيميانوس في الفترة من عام 284م ، وحتى عزله في عام 305 م ] - أعلن إيمانه بالمسيحية في خلال فترة العزل قبل موته بفترة وجيزة )
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات