
الخليفة العباسي " هارون الرشيد " |
(48)- البابا " يوحنا - يؤانس الرابع - John 4 " :
الجلوس على الكرسي الباباوي المرقسي :
بعد نياحة البابا المحبوب الأنبا " مينا الأول " - بعد رحلة شاقة في الخدمة ، أكملها بتمام الصلاح والثبات في الإيمان القويم ، إجتمع أساقفة مصر من أجل أن يتخيروا من بين رهبان الأديرة المصرية من يصلح منهم للجلوس على السدة المرقسية ، وتحمل أعباء الخدمة ، ومسئولياتها ، فإجتمعوا بإتفاق الآراء على إنتخاب الراهب " يوحنا " - أحد أديرة الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت - من أجل تولى مسيرة شعب المسيح في مصر ، ورئاسة أساقفة مصر ، وكان تجليس البابا " يؤانس الرابع " في يوم 17 من طوبه - الموافق 12 يناير لعام 777م .
الخلفاء المعاصرون للخدمة [ عصر الخلافة العباسية ] :
1- محمد منصور المهدي .
2- موسى معدي الهادي.
3- هارون الرشيد .
الإضطهاد وفترات الضيق المعاصرة للخدمة :
لقد كانت فترة جلوس البابا " يؤانس الرابع " على الكاتدراء المرقسي ، متزامنة لبداية قيام الدولة العباسية ، وفترة إرساء قواعد حكمها في مصر المبكرة ،
وقد إتبع الخلفاء العباسيون منهج ومفهوم إستعادة نظام حكم الخلفاء الراشدون في بداية قيام الدولة الإسلامية ، من خلال إتباعهم إسلوب القهر والإجبار على الشعوب المسيحية ، لإرغامهم على ترك ديانتهم ، والدخول في الإسلام - قهراً لا فضلاً ـ وإجباراً لاإختياراً ،
فإضطهدت الدولة العباسية - مُمثلة في خلفاءها - الكنيسة القبطية في مصر ، ومارسوا الضغوط على بطاركتها ، من خلال إثقال أعباءهم بالديون ، التي أرهقتهم ، وضاقت بيهم السبل ، فلم يجد بعض البطاركة إختياراً أو بديلاً أمامهم من أجل تدبير الأموال اللازمة لإعطاءها لجباة الخراج المسلمون ، والعاملون في خدمة كرسي الخلافة العباسي ،
إلا عن طريق قيامهم ببيع مقتنيات الكنيسة ، من أجل أن يسددوا بثمنها من يُطلب منهم من أموال مبالغ فيها.
وكان هذا هو حال الخلفاء العباسيون الذين عاصرهم البابا " يؤانس الرابع " خلال فترة باباويته للكنيسة القبطية ، وقد إنتهت تلك الفترة من الضيق ، بإعتلاء " هارون الرشيد " كرسي الخلافة ،وحكم مصر ، فقام برفع الأعباء المالية عن كاهل الشعب القبطي وكنيسته ، وعاشت الكنيسة خلال فترة حكمه في سلام وهدوء وأمان .
نياحة البابا " يوحنا - يؤانس الرابع " :
بعد أن قضى على الكرسي الباباوي مدة جاوزت الإثنين وعشرون عاماً وبضعة شهور ، تنيح البابا
يؤانس الرابع في يوم 11 يناير من عام 799م .
اشرف صالح
ليست هناك تعليقات