الأنبا ساويرس الأنطاكي - أسقف إنطاكية |
(31) - البابا " ديسقوروس الثاني - Dioscorus 2 " :
مقدمة :
بعد نياحة البابا " يؤانس - يوحنا الثاني " في عام 508 م " ورد في بعض المدونات التاريخية بأن تاريخ نياحته كان في عام 516م " ، إجتمع أساقفة الأسكندرية من أجل إختيار البابا الجديد ، فكانت إرادة الله هي التي أتت بالبابا : " ديسقوروس " - والذي لُقِبَ بلقب [ ديسقوروس الجديد ] ، تمثلاً بالبابا العظيم في تاريخ البطاركة - ديسقوروس الأول .
وكان " ديسقوروس " - رجلاً محبوباً من الجميع - نظراً لوداعته ، ورقة مشاعرة ، وإستقامة إيمانه ، وتفانيه في الخدمة ، وكان معروفاً للقيصر القائم على حكم الشرق - الإمبراطور " أنسطاسيوس الأول " ، وكان هو من أوصى بأن يكون هو البابا المستحق الجلوس على السدة المُرقسية ـ فكان جلوسه على الكرسي الباباوي في إحتفال عظيم شارك فيه الشعب القبطي عن بكرة أبيه في يوم 3 بؤونه من عام 516م ، وقد طاف به الشعب في شوارع الإسكندرية بعد الإنتهاء من مراسم تجليسه على الكرسي الباباوي من شدة فرحتهم به ، وسعادتهم بأن يكون هو قائدهم في مسيرة إتمام الكلمة الإلهية التي ليس بدونها الخلاص .
أهم الأحداث المعاصرة :
قام البابا " ديسقوروس الثاني " بزيارة إلى القسطنطينية ـ وقد حدث أثناء وجوده هناك ، أن المسيحيين المُحبين له كانوا قد أقاموا إحتفالاً بمناسبه قدومه إلى القسطنطينية في إحدى الكنائس ، فهجمت عليهم جماعة من المُجرمين ، وقاموا في وسط هذه الأجواء الملتهبة بقتل " ثيؤدسيوس " - إبن الإمبراطور ، والذي كان يستعد للرحيل إلى مصر للجلوس على كرسي ولايتها ، ولم يكتفي هؤلاء المجرمون بقتله ، بل وقاموا بتمزيق جثته إرباً ، وكان البابا " ديسقوروس " قد قابل الإمبراطور ، وتمكن من أن يحصل منه على عفو عام لبعض المحكوم عليهم من المسيحيين المستقيمي الإيمان في القسطنطينية ، وقد حدث أن كان أسقف القسطنطينية القائم على أمور الخدمة في كنيستها - خلكيدوني المذهب - فقام بالتعرض للبابا ديسقورس بأصعب الألفاظ ، وتعدى عليه وأهانه ، ولكن ، كان البابا " ديسقوروس الثاني " يحتمل كل هذه الإهانات بصبر عظيم ، وهدوء قلب عجيب.
علاقة البابا " ديسقوروس الثاني " بالكنائس الأخرى :
لقد كانت علاقة البابا " ديسقوروس الثاني " بالكنائس الأخرى ، علاقة تسودها المودٌة والمحبة والتآخي والتضامن حول إعلان مجد الله وإسمه القدوس ، وكان البابا مارساويرس بطريرك أنطاكية ، هو أكثر الباباوات " البطاركة " إتصالاً بالبابا ديسقوروس ، وذلك يثبت لنا جلياً من خلال الرسائل التي كانا يتبادلاها معاً ، وكانت تحمل عبارات المودة والتآخي والمحبة ـ فإشتركا معاً على الحفاظ على إيمان الكنيسة المستقيم ، دون الخروج عنه ، أو السير بعيداً عن منهاجة.
الأباطرة المعاصرون :
الإمبراطور " أنسطاسيوس الأول " [ تابع الحلقة السابقة - إقرأ تاريخه كاملاً ].
نياحة البابا " ديسقوروس الثاني " :
تنيح البابا " ديسقوروس الثاني " - بعد أن قضى على كرسي مارمرقس الرسول عامين وبضعة أشهر ، وكانت نياحته في يوم 17 من بابه عام 518م .
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات