إيباراشية قنا - أحد أقدم الإبراشيات في تاريخ الكرازة المرقسية |
مقدمة :
ونبدأ معاً في سرد أهم الأحداث والوقائع التي مرت بها الأمة القبطية وكنيستها المنتصرة في الفترة الإنتقالية ما بين القرن الخامس والقرن السادس الميلادي - فنقول - أن خلاصة القول فيما تمخض عنه مجمل الأحداث والوقائع التي وقعت في القرن الخامس الميلادي ، يُمكن توصيفها بأنها كانت فترة من أكثر الفترات صراعاً على مستوى عموم الكنيسة المسيحية في العالم -
والتي تتمثل في كنائس الشرق وكنائس الغرب ، حيث أنه لم تشهد الكنيسة المسيحية على مر القرون السابقة للقرن الخامس الميلادي ، ما شهدته في القرن الخامس الميلادي من إنقسامات ، وإنشقاقات ، بفعل البدع والهرطقات التي كادت تعصف بكل الكنائس ، وتعمل على تعطيل مسيرة الخدمة الحقيقية لكلمة الله ، وتعاليمه ، ووصاياه ، التي تعلمناها من الكتاب المقدس ، وتوارثناها منذ العهد الرسولي .
فقد شهد القرن الخامس الميلادي - صراعات عديدة بين الكنائس الشرقية والكنائس الغربية على خلفية تداعيات قرارات مجمع خلقيدونية ، المؤيد للبِدع والهرطقات التي أثارت جدلاً واسعاً على الساحة المسيحية جمعاء بين الكنائس في الشرق والغرب ، بداية ببدعة " نسطور " ، ووصولاً إلى بِدعة : " أوطاخي " ،
واللذان كانا - في إجمال معتقداتهم - لايعترفا بلاهوت السيد المسيح ( الإبن ) ، فصارت الكنيسة في روما في مقدمة المؤيدين لهذه التعاليم المغلوطة المضللة ، ثم سايرتها في هذا التأييد بعض كنائس الشرق - ممثلة في كنيسة سوريا ، و القسطنطينية ، وبلاد مابين النهرين ، ثم سايرتهم كنيسة الأسكندرية لفترة زمنية قصيرة [ في عهد البابا أثناسيوس الثاني ] ، ثم ما لبثت أن عادت إلى سابق عهدها في الإيمان .
تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية - القرن السادس الميلادي :
30 - البابا : " يؤانس - يوحنا الثاني - John 2 " :
الجلوس على الكاتدراء المرقسي :
بعد نياحة البابا " يؤانس الأول - يوحنا الأول " - في نحو العام 506م - إجتمع الأساقفة وعقدوا مجمعاً في الأسكندرية من أجل إختيار البابا القادم ، فوقع إختيارهم على " يوحنا " - وكان رجلاً باراً ، مستقيم الإيمان والفكر والعقيدة ، فكان جلوسه على الكرسي الباباوي في عام 506م ، في الوقت الذي كانت الكنيسة القبطية تحظى بإحترام جميع الكنائس الأخرى ، لبداية تفهمها للأخطاء الجسيمة الموجودة في الأفكار التي كانوا يعتنقوها مسبقاً ، وإعتبروا منها عقيدةً لهم .
الأباطرة المعاصرون وأهم الأحداث المعاصرة :
1- الإمبراطور " أنسطاس - أنسطاسيوس الأول [ 491م - 518م ] :
كان الإمبراطور " أنسطاسيوس " - إمبراطوراً على القسم الشرقي للإمبراطورية الرومانية ، والتي تقع في حدود سُلطاتها - مصر - وكان أنسطاسيوس مستقيم الإيمان ، مُعترفاً بعقيدة الكنيسة القبطية القويمة ، وكان يعمل جاهداً من أجل تذليل جميع العقبات التي تواجه الكنيسة القبطية في سبيل تأديتها لرسالتها ، فإزدهرت الخدمة في الكنيسة خلال عهد حكم هذا الإمبراطور ، وسادت حالة من الإستقرار والهدوء والطمأنينة ربوع الكنائس المسيحية على مستوى القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية .
ومما يُذكر من أحداث هامة في تلك الفترة - إجماع الأساقفة في الشرق والغرب على وحدانية الطبيعة الإلهية : [ وحدة طبيعة السيد المسيح ] ، ودحض الأفكار البالية التي روٌج لها من قبل المهرطقين أمثال : نسطور ، وأوطاخي ، و أبوليناريوس .
نياحة البابا : " يؤانس - يوحنا الثاني " :
بعد أن قضى على السدة المرقسية مدة 11 عاماً ، و23 يوماً ، تنيح البابا " يؤانس - يوحنا الثاني " في يوم 27 من بشنس لعام 508م .
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات