إضافة تسمية توضيحية |
(34) - البابا " بطرس الرابع - Peter 4 " ;
مقدمة :
كانت الكنيسة القبطية في خلال تلك الفترة ، لم تكد تتخلص من آثار قرارات مجمع خلكيدون ، والذي حظى بتأييد بعض الأباطرة - من بينهم الإمبراطور المُعاصر للبابا : " ثيؤدسيوس الأول " - البابا الثالث والثلاثون " صاحب السيرة السابق نشرها " ، وكان بمجرد أن تنيح البابا " ثيؤدسيوس الأول " في عام 559م ، قام الإمبراطور " يوستينوس " - بتعيين بطريركاً على الكرسي الباباوي في مصر يُدعى " أبوليناريوس " ، وذلك بالمخالفة لتقاليد تجليس الباباوات في كنيسة الأسكندرية ، ورغماً عن إرادة الشعب القبطي ، وبالأخص - الأساقفة القائمين على أمر الكنيسة في الأسكندرية .
وكان البطريرك " الدخيل " [ أبوليناريوس ] ، قد جلس على الكرسي الباباوي في الأسكندرية لفترة من الوقت ، قام خلالها بإذلال الأقباط ، وإهانة المؤمنين منهم ، وكان يُمارس كافة أنواع الضغوط عليهم من أجل الخضوع للتعاليم الخلكيدونية ، المؤيدة للبدع والهرطقات النسطورية والأوطاخية .
وكان البابا " ثيؤدسيوس " - حينما تنيح - قام ثلاثة من أساقفة الأسكندرية - القويمي الإيمان - المستقيمي العقيدة والفِكر - بدعوة الشعب القبطي والأكليروس في الأسكندرية من أجل الإجتماع والإتفاق على رأي واحد من أجل تجليس بابا من رهبان الأديرة المصرية ، فكان إختيارهم البابا " بطرس الرابع" - الذي كان أحد رُهبان ( دير الزُجاج ) خارج الأسكندرية ، حيث أنه يبعد عنها بنحو 3 أميال فقط ، وقاموا بتكريسه بطريركاً .
بداية جلوس البابا "البابا " بطرس الرابع " والصراع ما بينه وبين البابا الدخيل " أبوليناريوس " :
لما علم البطريرك " الدخيل " - أبوليناريوس - بأمر قيام أساقفة الأسكندرية وشعبها المستقيمي الإيمان بتجليس البابا " البابا " بطرس الرابع " قام برفع دعوى إلى الإمبراطور " يوستينوس " - من أجل إبطال أحقية البابا " البابا " بطرس الرابع" في الرسامة الباباوية ، ولكن البابا الدخيل " أبوليناريوس " كان قد توفي قبل وصول الدعوى إلى الإمبراطور.
أهم الأحداث المعاصرة للخدمة :
كانت الكنيسة في أنطاكية - من الكنائس المستقيمة الفكر والمذهب والإيمان - وقد تعرضت هي الأخري لحروب الإمبراطور الخلكيدوني المذهب " يوستينوس " - الذي بادر بإرسال بطريركاً ، فرفضه جميع مسيحيو أنطاكية بالإجماع ، وقاموا بإختيار " ثاؤفيلوس " بطريركاً لهم ، وكان من رهبان إنطاكية
.
صفات البابا " البابا " بطرس الرابع " :
كان البابا " البابا " بطرس الرابع" - رجلاً محبوباً جداً من الجميع ، نظراً لحميد صفاته ، ولذيع صيت فضائله ، فعاشت الكنيسة القبطية في عهد خدمته فترة نعمت خلالها بالهدوء والسكيٌنة والإستقرار ، وزالت جميع الخلافات التي كانت ناشئة من قبل مابين الكنيسة القبطية والكراسي الأخرى في فترة صراع المؤيدين والرافضين لقرارات مجمع خلقيدون.
من أشهر الشخصيات المعاصرة للخدمة :
1- الأب " يعقوب الغيور " .
الأباطرة المعاصرون :
الإمبراطور " يوستنيانوس الأول " [ 527م - 565 م ] :
كان الإمبراطور : " يوستينيانوس الأول " - هو إبن أخت الإمبراطور السالف له في الحكم " يوستينوس " ، وكان في الأصل قائداً للجيوش في الشرق من الإمبراطورية الرومانية ، وكان قائد عسكري قدير ، يمتاز بالخبرة العسكرية الواسعة ، وكان على قدر كبير من حسن التدبير لشئون الجيش الروماني في القسم الشرقي بالأمبراطورية ، فإستحق أن يؤيده الجميع للجلوس على عرش روما الشرقية ، وكان له فتوحاته الهامة خلال فترة حكمه للشرق الروماني ، حيث أنه إستطاع أن يقود جيوشه في حروب موفقة في بلاد إفريقيا ، وإستطاع أن يستعيد سلطة روما الشرقية على بعض منها ، بعد أن تخلص من قبائل الفاندال التي كانت تُسيطر عليها ، كما أنه قام بشن حملات عسكرية صوب قرطاجنة ، وأستطاع أن يأسر ملكها ، وقتله في عُقر مملكته ، كما قهر الغوثيين أيضاً ـ وأتي بملكها إلى بلاده وهو مُقيداً ، كما حارب أيضاً قباذ بن فيروز ملك بلاد فارس والذي كان قد غزي بلاد الروم لفترة طويلة .
كما أنه إستطاع أيضاً أن يستعيد بعض الممالك المُحتلة من القبائل الغوثية في بقاع متعددة في إيطاليا ، والتي كانت تنادي بإستقلالها عن الإمبراطورية الرومانية في ذلك الحين .
كما أنه قام أيضاً بشن حملة عسكرية صوب البلغار ، الذين إتحدوا مع شعوب السرب ، وتقدموا من أجل إحتلال مكدونية ، وهاجموها ولما إقتربوا من القسطنطينية ، تصدي لهم القائد الروماني " بليساريوس " ، وتمكن من الإيقاع بهم وهزمهم هزيمة ساحقة في عهد
الإمبراطور " يوستينيانوس الأول " .
ولعل من أهم إنجازات الإمبراطور " يوستينيانوس " بعيداً عن مجالات الحرب ، وميادين المعركة ، قيامه بوضع قانون مدني يُنظم الحياة في داخل المجتمع ، وقد ساعده على تأليف هذا القانون العلامة الشهير " تريبوتيان " .
الكوارث الطبيعية المعاصرة للخدمة :
في خلال فترة خدمة البابا "بطرس الرابع " - ضرب زلزالاً مُدمراً مدينة إنطاكية ، فهلك على أثره أكثر من 250 ألف نفس .
أحداث مأساوية معاصرة للخدمة :
في خال فترة خدمة البابا "بطرس الرابع" ، فشى وباءاً لعيناً في القسطنطينية ، حصد أرواح أكثر عديدة من الضحايا ، بمعدل خمسة آلاف نفس في اليوم الواحد ، وعلى مدى ثلاثة أشهر .
تنيح البابا " - بطرس الرابع " - في يوم 18 من شهر بؤونه من عام 569م .
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات