( الإمبراطور " مورسيوس " [ 565 م - 582 م ] |
(35) - البابا " داميانوس - Damianus " :
بداية الجلوس على الكرسي الباباوي :
بعد نياحة البابا " بطرس الرابع " في عام 561م - جلس البابا "داميان " على الكرسي الباباوي بإنتخاب جميع أساقفة الأسكندرية ، وبإجماع الإكليروس والشعب القبطي في الاسكندرية .
أهم أعمال وإنجازات البابا " داميانوس " :
[ القضاء على الهراطقة وتنقية الكنيسة القبطية منهم ] :
وضع البابا " داميانوس " على عاتقه ، مسئولية التخلص من الهراطقة ، وأصحاب البدع المضللة والمنحرفة عن إيمان الكنيسة المستقيم ، وقرر أن يقوم بتنقية الكنيسة القبطية من وجودهم ، لئلا تحدث إنشقاقات أو إنقسامات في الكنيسة كما حدث في السابق.
وكان البابا " داميانوس " في مُبتدأ الأمر ، يعمل في وظيفة كاتم أسرار البابا " بطرس الرابع " ، إلى أن تم إنتخابه للجلوس على الكرسي الباباوي خلفاً له بعد نياحته .
وكان جلوس البابا " داميانوس" على الكرسي الباباوي بعد أن ظل الكرسي الباباوي خالياً ممن يشغله على مدى عامين كاملين [ من عام 561م إلى عام 563م ] .
وكانت خطة البابا " داميانوس " التي وضعها من أجل تطهير الكنيسة القبطية من أصحاب الفكر المُضلل ، قد بدأت بالقضاء على تعاليم " مليطس الأسيوطي " ، الذي كان يقوم بممارسة سر التناول هو ومجموعة من الرهبان عن طريق إحتساء الخمر ليلاً نهاراً ، وكانوا يقومون بشراب الخمر ليلاً قبل العشاء ، وكانت تلك الجماعة من الرهبان تعيش في برية الإسقيط ، وقد دعاهم البابا " داميانوس " إلى التوبة ، ولكن بعد عدة محاولات ، إستطاع أن يُعيدهم إلى رشادهم ، فرجعوا عن أعمالهم الخاطئة نادمين.
جهود البابا داميانوس في القضاء على البدع في كنيسة إنطاكية :
لم يهتم البابا "داميانوس " بالقضاء على الأفكار والتعاليم المضللة في الداخل فقط ، بل وإمتد نشاطه في المقاومة لتلك الظاهرة الخطيرة إلى الخارج أيضاً - فقام ببذل جهوداً كبيرة مع كنيسة إنطاكية ، من أجل إزالة أفكار الهراطقة الذين أصاروا تعاليم خاطئة ومُضللة عن اللاهوت القدوس ، حيث جاء مجمل هذه التعاليم في الإعتقاد بأن " سرالثالوث " في غير محله ، وأن لا ضرورة للقول بأن الله له مُثلث الأقانيم " آب ـ وإبن ـ وروح قُدُس ، لأن الله واحد ، كما أن جوهره واحداً أيضاً .
وكان من مؤيدي هذه البدعة : الأسقف " كونون " - أسقف طرسوس ،والفيلسوف " فيلوبونيس " أحد فلاسفة مدينة الأسكندرية ، وهم من قاموا بتقنين الله في ثلاث طبائع متميزة في العدد ، ومتساوية ، غير متحدة إتحاداً جوهرياً !.
وقد أنقذ البابا " داميانوس " الكنيسة في إنطاكية من هذه التعاليم الخاطئة ، بفضل مجهوداته الكبيرة التي بذلها في هذا النحو .
القضاء على أفكار البرشنوقيون :
كما وضع البابا " داميانوس " على عاتقه أيضاً مسئولية القضاء على بدعة " البرشنوقيون " والتي إنتشرت في القسطنطينية ، وقد كان إتفاقهم على أن يكون هناك بابا للكنيسة القبطية غير البابا " داميانوس " ، وأن يكون مؤيداً لتعاليمهم المُضللة ، وأن يتحد كرسي الأسكندرية بكرسي القسطنطينية ، فإتفقوا على رسامة أسقفاً إسمه " ورشنوفة " ، ثم إرساله إلى الجهة الغربية من مصر ، فلما علم أساقفة الثغر السكندري بذلك ، رفضوا أن يقبلوا ذلك ، وأخذ عدد مؤيدي بدعة القسطنطينية في الإنخفاض ، حتى تلاشى تماماً.
الأباطرة المعاصرون للخدمة :
الإمبراطور " يوستنيانوس الأول " [ 527م - 565م ] < إنظر تاريخه كاملاً في الحلقة السابقة >
الإمبراطور " مورسيوس - مورق - موريس " [ 582م - 602م ] :
جلس الإمبراطور " موريسيوس " بعد نهاية حكم الإمبراطور " يوستنيانوس الثاني "
[ 565 م - 582م ] - وكان الإمبراطور " يوستينيانوس الثاني " هو إبن الأول " يوستينيانوس الأول " ، وقد أحبت زوجته الملكة " صوفيا " شاباً يدعي " طيباريوس " وجعلت زوجها يتبناه ، ويجعله ولياً للعهد من بعده ، في الوقت الذي أرسل فيه ملك التتار إلى اللمط يوستينيانوس الثاني يعرض عليه إبرام معاهدة سلام مع بلاد الروم ، فرفض الأخير الطلب ، وحاربهم ،ومات يوستينيانوس في هذه الحرب ، وكان من أفضل ما إتصف به الإمبراطور : " يوستينيانوس الثاني " إيمانه بحرية الأديان.
ثم تولى الحكم من بعده الإمبراطور " طيباريوس الثاني " [ 578م 582م ] ، وكان قد أقام حرباً مع هرمز بن أنوشروان ملك بلاد فارس ، وأرسل لتلك الحرب القائد "موريسيوس" ( الإمبراطور الذي تولى الحكم خلفاً له بعد وفاته " ، وقام بإحراز نصراً باهراً عليه ، فكافأه بالعديد من العطايا الجزيلة والهبات العظيمة وزوجه من إبنته أيضاً .
ثم تولى : " موريسيوس " حكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية وظل قائماً على العرش ، حتى وفاته في عام 605م .
وكان " موريسيوس " قد قام بمحاربة جيوش التتار ، ولكنه إنهزم منهم هزيمة ساحقة ، وأسر التتار من الجيوش الرومانية نحو 12 ألف فارس ، فقام الإمبراطور موريسيوس بإفتداء الأسرى لكل أسير منهم ديناراً ، فغضب منه عموم الجيش الروماني ، وقرروا أن يُجلسوا على العرش جندياً بدلاً منه كان يُدعى : " فوكاس " ، وقاموا بعزل " موريسيوس " .
نياحة البابا " داميانوس " :
رقد البابا " داميانوس " في الرب في يوم 18 بؤونه من عام 598م .
الكاتب اشرف صالح
ليست هناك تعليقات